""" لا تَمْرَ في العِراق " !!!
🌴🌴🌴
""" لا تَمْرَ في العِراق " !!!
عبد الله بن عبد العزيز الهدلق
كنتُ من قريبٍ في زيارةٍ لأخي الشيخ عبدالمحسن العسكر, فوافيتُ عنده فضيلة الدكتور العراقي نعمان السامرائي ..
ولمّا أُحضرت القهوة مع الرُّطَب تحدثنا – كعادة الناس أول ورود الرُّطب – عن أنواع التمر وما إلى ذلك , فأخذ بنا الكلام إلى تمور العراق وماهي عليه من الجودة وكثرة الأنواع , وما في العراق من غابات النخيل ..
فقال الدكتور نعمان : إن إحدى قريباتي في العراق قد أرسلت إلينا هنا تطلب منا أن نبعث إليها بشيءٍ من التمر , لأن رمضان قادم ولا تمر عندهم !
فوجمتُ لِهَول ماقاله , ونظرتُ إلى أخي الشيخ عبدالمحسن فإذا به قد أصابه الذي أصابني , والْتقتْ عينانا على عِظةٍ من عِظات هذه الدنيا حُقَّ لها أن تُروى .
أيُصدّر التمر من نجدٍ إلى العراق ؟
لقد حدّث بعض أهل التواريخ : بأن أعرابياً من بادية هذا البلد شوى – في أيام مضت – جِلْدَ نَعْله يتبلّغ به لِما مسّه من أليم الجوع ,
هذا في زمن كان الضيف ينزل فيه على أصحاب النخيل في البصرة ؛ فيُضيَّف في كل يوم نوعاً من التمر حتى يستوفيَ السنة ماتكرّر عليه نوع من أنواعه ..
ثم إن الدنيا دارت دورتها ؛ فأصبح بعض أهل هذه البلاد التي هجرها ناسٌ من سكانها في خاليةٍ من السنين إلى الزُّبير طلباً للرزق ؛
أصبح يطلب أطفالُه الأكل من المطعم فيوصله إليهم عامل آسيوي لاتقف الأمطار في بلاده عن الهطول أكثر السنة ..
ولقد سمعتُ من أحد العامة : أن رجلاً له ثلاثةٌ من الأبناء ؛ طلب كلٌّ منهم نوعاً من الطعام من المحل الذي يُحبّ ,
فاتفق أن وقفت السيارات الثلاث عند الباب مجتمعةً
كلُّ واحدةٍ تحمل لوناً من الطعام مختلفاً !
إننا لسنا بمنجاةٍ من طالة أقدارالله ,
وليس بيننا وبين الدنيا عهدٌ على ألا تدور علينا فتطحنَنا كما فعلت بغيرنا ..
فالدنيا شرودٌ قُلّب , وكم من شمس يومٍ أشرقت على أهلها بغير ماغابت عنهم عليه ..
أفلا نتقي الله في هذه النِّعم التي حوَّلنا ,
أفلا ننهى سفهاءنا عن هذا السَّرَف في ولائمنا ..
أفما نعوذ بالله من عادية الشّرّ أن تغتالنا , فإننا – والله - إن غادرتنا هذه النعمة فلن يرحمنا من الناس راحم ..
اللهم ارحمنا برحمتك واعنا على شكرك وذكرك وحسن عبادتك وارزقنا شكر نعمك التي لاتعد وﻻتحصى..
فسترَك اللهمّ ؛
قد أصبح العراق اليوم..
ولاتمر فيه .. !!
🌴🌴🌴
تعليقات
إرسال تعليق